عراقجی: إیران تقف إلى جانب لبنان والمقاومة بکل قوتها
قال وزیر الخارجیة الإیرانی عباس عراقجی، لقد تحدثنا کثیراً عن معاناة سکان غزة، لکن مجلس الأمن لم یتخذ أی إجراء. وأضاف، إن الکیان الإسرائیلی یستهدف المناطق المدنیة بالتواطؤ مع أمریکا. ونحن نعلم أن إسرائیل تستخدم القنابل الأمریکیة فی هجماتها.
وفی ما یلی نص الکلمة:
بسم الله الرحمن الرحیم
السیدة الرئیسة،
أعضاء مجلس الأمن المحترمون،
تم الحدیث بشکل کافٍ عن الفظائع المستمرة للإبادة الجماعیة فی غزة، لکن لم یتم اتخاذ أی إجراء لوقفها. بدلاً من ذلک، یتم مکافأة المافیا الإجرامیة للکیان الإسرائیلی، حیث یتم تبریر جرائمهم وتطبیع مآسیهم أمام أعیننا.
لهذا السبب أصبح نتنیاهو ورفاقه أکثر وقاحة وبطشًا، حیث یطمحون إلى تکرار مجازرهم فی لبنان، وجعل المنطقة بأکملها تنزلق نحو حرب شاملة. من الواضح أن حساباتهم تعتمد على الدعم الأمیرکی فی حملتهم الشنیعة للقتل والتدمیر.
صباح هذا الیوم فقط، استخدم الکیان الإسرائیلی عدة قنابل اختراق بوزن 5000 رطل، والتی منحتها له الولایات المتحدة، للهجوم على مناطق سکنیة فی بیروت. وفی الوقت الذی یجب أن یُحاسب فیه قادة الکیان الإسرائیلی على جرائمهم الفظیعة فی فلسطین المحتلة ولبنان، لا یمکن تجاهل تواطؤ الولایات المتحدة فی هذه الجرائم.
إلیکم بعض الحقائق:
أولاً، یعتمد النزوع الحربی للکیان الإسرائیلی على الدعم العسکری والسیاسی من الولایات المتحدة. الأسلحة الأمیرکیة تشکل الجزء الأکبر من الذخائر والمعدات التی یستخدمها الکیان الإسرائیلی فی غزة، وبالتالی فإن الولایات المتحدة متورطة فی کل جانب من جوانب جرائم إسرائیل.
معظم القنابل التی یلقیها الکیان الإسرائیلی على غزة هی من صنع الولایات المتحدة. حتى أن الولایات المتحدة تزود الکیان الإسرائیلی بوقود الطائرات. منذ 7 أکتوبر، أرسلت الولایات المتحدة من الأسلحة إلى الکیان الإسرائیلی ما یکفی لدرجة أن البنتاغون یواجه صعوبة فی توفیر طائرات شحن کافیة لتسلیم المعدات.
إذا کانت الولایات المتحدة صادقة فی قلقها بشأن فقدان أرواح المدنیین الفلسطینیین الأبریاء، فیمکنها ببساطة أن تحرم إسرائیل من الأدوات التی تحتاجها لارتکاب هذه الجرائم.
السیدة الرئیسة،
لقد استمرّت حملة الإبادة الجماعیة فی غزة لأکثر من عام. قُتل وأصیب أکثر من مئتی ألف شخص أو دُفنوا تحت الأنقاض. تم تسویة قطاع غزة بأکمله بالأرض. تم قتل الأطفال والنساء عمدًا کجزء من رغبة الکیان الإسرائیلی فی إبادة فلسطین.
العالم یراقب بغضب واشمئزاز، بینما تکتفی الولایات المتحدة، وبریطانیا، وکندا، وألمانیا، وبعض الدول الأخرى بتقدیم العزاء للمجرمین. هل تتوقعون حقًا أن یؤمن المجتمع الدولی بصدق مزاعمکم بشأن حقوق الإنسان؟
السیدة الرئیسة،
إن مصداقیة مجلس الأمن تتراجع باستمرار، حیث یتم منعه من أداء واجباته بموجب المیثاق بسبب الدول الداعمة الرئیسیة للکیان الإسرائیلی. یجب على مجلس الأمن أن یتخذ إجراءً الآن لوقف خطة الکیان الإسرائیلی القاسیة لإبادة شعب بأکمله، الذی کان تحت الاحتلال والقمع الوحشی لمدة ثمانیة عقود.
إن تقاعس المجلس هو دعوة لمزید من الکوارث. وسیکون أعضاء المجلس، بل والمنظومة الأممیة بأکملها، مسؤولین عن کل جریمة یرتکبها الکیان الإسرائیلی فی غزة ولبنان وأماکن أخرى. کان یجب إلقاء القبض على نتنیاهو وعصابته الإجرامیة ومحاکمتهم على أبشع الجرائم، بدلاً من السماح له بالظهور أمام هذه المؤسسة المحترمة والتمجید بأعماله الشریرة.
إنه عار تاریخی أن یتجرأ قاتل بارز على الظهور فی الأمم المتحدة، ویسمم الجمعیة العامة بأکاذیبه المثیرة للاشمئزاز وتهدیداته الوقحة بمهاجمة دول أخرى وقتل المزید من الأشخاص.
إنه شیطان حقیقی فی هیئة إنسان. هو مهووس لدرجة أنه یتفاخر بتطبیع علاقاته مع المسلمین من خلال السباحة فی بحر من دماء الفلسطینیین واللبنانیین. هذا لن یحدث أبداً.
الشعب الأمریکی یجب أن یعرف أن نتنیاهو یحاول جرّ الولایات المتحدة إلى حرب مع المنطقة بأکملها من أجل البقاء فی السلطة والتأثیر على نتائج الانتخابات الأمریکیة القادمة. لقد کلّفت أهواء نتنیاهو حتى الآن دافعی الضرائب الأمریکیین ملیارات الدولارات، فضلاً عن السمعة والصورة الأمریکیة.
مع استمرار حملة الموت والدمار من قبل الکیان الإسرائیلی، یزداد اقتناع شعوب المنطقة بأن هذا الکیان عنصر دخیل وزرع کجزء من مخطط استعماری لإدخال منطقتنا فی دوامات لا تنتهی من الحروب والعنف.